إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات

،من حديث (إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس..)

  • ،من حديث (إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس..)
  • ،من حديث (إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس..)
  • ،من حديث (إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس..)

اخرى قبل 5 سنة

من حديث (إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس..)

 

عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَاقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ: إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالْقَطِيفَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ بِمَنْكِبِي، فَقَالَ: كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِسَقَمِك، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.

 

أما بعد: فهذه الأحاديث الثلاثة تتعلق بالزهد والورع، الزهد فيما لا حاجة إليه وفيما يشتبه فيه والورع عن التعاطي، فالإنسان يزهد في الشيء الذي قد يشغله عما هو أهم أو يجره إلى الحرام، ويتورع عن ذلك حتى تسلم له عقيدته ويسلم له دينه، ولا يقدم إلا على بصيرة، لا في قول ولا في عمل، فهذا من زهده في العاجلة وورعه عما حرم الله عليه أن يتثبت في الأمور حتى لا يتعاطى إلا ما يعلم حله بدون شبهة.

ومن ذلك حديث النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري رضي الله عنه أنه حديث وأشار إلى أذنيه وقال: سمعت النبي بأذني يقول: الحلال بين والحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.

هذا الحديث يدل على جمل عظيمة والشاهد منه قوله: وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.. هذا هو الزهد والورع أن يتجنب المشتبهات التي ما يدري هي حلال أو حرام يخشى على دينه فإذا وقع فيها فهو كالراعي يرعى حول الحمى يعني يقسو قلبه ويضعف ورعه حتى يقع في المحارم؛ بسبب وقوعه في المشتبهات كالذي يحوم حول الحمى يغفل أو ينام فترتاع الإبل أو الغنم في زروع الناس؛ لأنه حول الحمى.

وينبغي للمؤمن التورع عما يشتبه والحذر منه وأن تكون أعماله على بصيرة في مأكله ومشربه وغير ذلك على بصيرة إذا اشتبه عليه الأمر توقف عنه حتى يتضح أمره، ويبين أن القلب هو الأساس فمتى صلح صلح الجسد، فالعبد متى عمر قلبه بالتقوى والخوف من الله وخشية الله استقامت جوارحه، وإذا خرب القلب بالشكوك والأوهام والمعاصي أو بما هو أكبر مثل النفاق فسدت الأعضاء نسأل الله العافية.

ويبين صلى الله عليه وسلم أن حمى الله محارمه، وأنه لا يجوز للإنسان أن ينتهك حمى الله يعني محارم الله من الزنى والسرقة والعقوق وقطيعة الرحم إلى غير هذا من المعاصي، متى وقع فيها فقد انتهك حمى الله، ولكن يجتهد في صلاح قلبه بتقوى الله والاستقامة على دين الله، والبعد عن معاصي الله حتى يسلم له قلبه، فإذا سلم له قلبه استقامت أحواله.

ويبين أن بعض الناس قد يعمل للدنيا وهو يصلي ويصوم إن دام له مطلوبه من الدنيا وإلا انحرف، فهذا دعا عليه النبي بالتعاسةتعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط إن أعطي رضي واستمر في الخير وإلا سخط؛ فعمله ليس لله خالصًا، بل من أجل أن يعطى سواء كان يتعلم العلم، أو يعمل أشياء أخرى في طاعة الله فيتعلمها لأجل القطيفة ولأجل الدرهم لا لله، فعمله حابط وهذا ما ينفعه كالمرائي فلا تنفع الأعمال إلا إذا كانت لله خالصة، أما إذا كانت لأجل الدنيا، فهو ما أراد بها وجه الله فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:110]، تعس عبد الدينار، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ويقول : أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال: الرياء ويقول يقول الله جل وعلا: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه فأنت يا عبد الله في تعليم القرآن أو تعلم العلم أو غير ذلك من العبادات اعملها لله، لا من أجل الدرهم والدينار والقطيفة ونحو ذلك، بل تعملها لله، تعمل لله، وتدعو إلى الله بقصد طلب رضاه والأجر عنده وتعود المريض؛ لأجل طلب الأجر من الله، وهكذا الأعمال الصالحة تفعلها لله، فإذا جاءك رزق من الله عليها فهذا خير إلى خير، لكن لا يكون قصدك هذا المال، إنما قصدك وجه الله، لكن إذا جاء شيء من الرزق فما يضر.

وهكذا حديث ابن عمر أن النبي أوصاه: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل العابر سبيل والغريب يأخذ حاجته ما هو يتكلف إذا مر صاحب القصيم في الرياض أو صاحب مكة بقرية أخرى أخذ حاجته ابن سبيل إن كان محتاجًا، يأخذ حاجة الطريق فأنت في الدنيا مسافر خذ حاجتك، وهي طاعة الله ورسوله وهي الزاد وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [البقرة:197] أنت غريب فليكن همك ما يوصلك إلى الآخرة إلى الجنة ليس همك الدنيا والتوسع فيها، وهذا مثال عظيم من النبي صلى الله عليه وسلم فيه الخير العظيم كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل فعابر السبيل إذا مر بالقرية ما يتكلف يأخذ حاجته التي توصله إلى بلده نعال، طعام، شمسية يتقي بها الشمس حاجته التي تنفعه في الطريق فقط، فأنت في الدنيا غريب خذ منها حاجتك التي توصلك إلى الآخرة، خذ منها ما يعينك على طاعة الله من المحافظة على الصلوات الخمس، صيام رمضان، الزكاة، الحج، بر الوالدين، عيادة المريض، الحذر من المعاصي، كل هذه التي تعينك على الآخرة افعلها، والشيء الذي يصدك عن الطريق اتركه لا تأتي الذي يصدك ويقطعك عن الطريق.

التعليقات على خبر: ،من حديث (إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس..)

حمل التطبيق الأن